يقول شافنر فى 2007، بأن اختيار نصٍ ما،
لشخصٍ أو مؤسسةٍ ما، بلغةٍ ما، فى وقتٍ ما،
من طرف شخصٍ أو مؤسسةٍ ما، لمستهلكٍ ما،
لهدفٍ ما، يعنى أن الترجمة هي في حدِ ذاتها عملٌ سياسي.
ويقول كذلك بأن قرار السماح بالترجمةِ أو
التشجيع عليها أو عرقلتها أو منعها هو أيضاً قرارٌ سياسي.
رابعاً: ترجمة النصوص السياسية. تُعتبر النصوص
السياسية من أكثر أنواع النصوص ترجمةً في وسائل اﻹعلام.
وللترجمة في هذا المجال خصوصيات متعلقة بالخطاب السياسي في حد ذاته.
يقول نيومارك بأن الصعوبة في ترجمة النصوصِ
السياسيةِ، تكمُن في كونِها تجريداً للمُجرد.
وذلك لأن النص السياسي دائماً ما يكون عصياً على التبسيط
ﻷنه في معظم حالاته مرتبط بالثقافة ومشبعٌ بالمبادئ ومحددٌ بالتاريخ.
وهذا يجعل مهمة ترجمته عمليةً محفوفةً بالصعوبات.
خامساً: سيرورة الترجمة. تعتمدُ كل
مؤسسةٍ على سيرورةٍ محددةٍ في عملية الانتقال من
المعلومة أو الخبر باللغة اﻷجنبية إلى الخبر المنشور النهائي.
في بعض المؤسسات يقوم الصحفي بالكتابة أو باستخراج المقال من أحد
المصادر ثم يُرسَلُ للمُترجم الذي يعمل عادةً بشكلٍ حرٍ
ومستقل، ثم ينتقل لمحرر أو أكثر يقوم أولهما بالمقارنة
بين النصين ويقوم الباقي بالتتالي بتدقيق النص النهائي.
وبعد ذلك يُوَجه المقال للمُحرر المسؤول عن وضع المقال في مساحته النهائية على الصحيفة.
وقد يَعمدُ أي من المتدخلين في أي وقت من اﻷوقات إلى التعديل.
ويُحدد فان دايك استراتيجيات التعديل في (1)الاختيار
و(2) إعادة اﻹنتاج عبر النقل الكامل أو الجزئي
و(3)التلخيص عبر الحذف أو اﻹضافة أو التعميم أو البناء
و(4) التغيير عبر الحذف أو اﻹضافة أو التبديل و (5) إعادة
صياغة اﻷسلوب والخطابة. من الواضح أن الترجمة هي عمليةٌ
مركبةٌ تزداد تعقيداً وتركيباً باقترانها بوظيفة اﻹعلام.
ونطمحُ أن يؤدى فهمنا لبعض قضاياها ولو بشكلٍ أوليٍّ
أو مبسطٍ أو سطحي لتحسين أداءنا اﻹعلامي وطريقة إدماج الترجمة في عملنا اليومي.
وأخيراً دعوني أُذكرُ بأهمية قيامنا بترجمة منتوجنا
اﻹعلامي وخزان فكرنا الجمعي بأنفسنا وتقديمه للعالم، ﻷن
قيام الأخر بهذه الوظيفة لا يتم بحيادٍ مجرد من اﻷجندات الأيديولوجية.